
المانجاكا (تسوي إيشيدا) قام بتقديم تحفة فنية منقطعة النظير في عالم المانجا اليابانية. فقد قام بتقديم لوحته الجبّارة: Tokyo Ghoul في أكتوبر 2014، وذلك في مجلة (شونين جامب) الشهيرة، وبعد ذلك شقت طريقها نحو النجاح. وصارت تُنافس مانجا One Piece و Kingdom على مراكز المبيعات الأولى دائمًا، وذلك حتى صدور آخر فصل من Tokyo Ghoul Re في يوليو 2018. وبذلك تم اختتام تلك الملحمة التي تركت بصمة في قلوب وعقول الملايين، وستترك لملايين ستأتي بالتأكيد.
وبينما المانجا نجحت بهذا الشكل، فبالتأكيد تم تحويلها إلى أنمي ذو مواسم عديدة وحلقات كثيرة. لكن هنا نأتي لعنوان مقال اليوم. يقول البعض أن الأنمي كان مزريًا جدًا مقارنة بالمانجا، لكن يقول آخرون أن الأنمي كان موازيًا لمستوى المانجا، بل تخطاها في بعض المواضع أيضًا. لذلك اليوم سنتحدث بشيء من التفصيل والحيادية عن مواطن قوة وضعف كل من أنمي ومانجا (طوكيو غول)، هيا بنا!
الأنمي
نقاط القوّة:
- الرسم والتحريك
دائمًا ميزة الأنمي عن المانجا هي أنك تدب الحياة في الرسوم الثابتة، لتراها تتراقص أمامك وتصنع الأعاجيب. هنا الرسم والتحريك موضع جدال في حد ذاته. وهذا لأن الأنمي تنقل من بين استوديو للآخر على مدار فترة عرضه التي تبدأ مع Tokyo Ghoul وانتهت مع Tokyo Ghoul Re. في المُجمل أسماء الاستوديوهات واحدة وكلها تقع أسفل مظلة Pierrot، سواء كان الاسم Pierrot بشكل تقليديّ، أو Pierrot Plus كما هو الحال مع الجزء الأخير. الآن سوف أتحدث بوجهة نظر شخصية بعض الشيء.
الرسم والتحريك في الموسم الأول كان مقبولًا، ثم صار يتأرجح بين الجيّد تارة، والسيء تارة أخرى. حتى وصلنا إلى الموسم الأخير الذي أعتبره أفضل جزء من حيث الرسم. بعيدًا عن القصة وتفاصيلها (وهذه نقطة سنتحدث عنها لاحقًا)، الرسم والتحريك كانا ممتازين في هذا الموسم. اهتم الأنمي في الأجزاء المتقدمة بالقتالات جدًا، مما أنتج بعض المشاهد المميزة فعلًا.
- الموسيقى
ثاني نقطة هي الموسيقى بالطبع. ستقولون أن أي أنمي يتميز عن المانجا بالموسيقى، هذا معروف، ما الذي ستُضيفه أنت يا هذا؟
هنا لا أتحدث عن الموسيقى لمجرد أنها موجودة، لا. بل أتحدث عن الموسيقى لكونها مُميزة جدًا. على سبيل المثال عندما صدر الأنمي لأول مرة، كان سبب شهرته اثنان بالضبط: الحلقة الأولى، وشارة المُقدمة. شارة البداية كانت بعنوان Unravel، وصارت هي أيقونة الأنمي حتى النهاية. كما أن الموسيقى الخلفية للأغنية باتت هي الثيمة الرئيسية للأنمي بالمُجمل، وصدحت في أكثر المشاهد إيلامًا وحُزنًا. كما أن أغلب المقطوعات الأخرى رائعة جدًا، وعن نفسي، قائمة موسيقاي مليئة بها.
نقاط الضعف:
- التحريف
في العادة عندما يتم تحريف الأنمي عن المانجا، يحرص الاستوديو على أن يكون التحريف منطقيًّا، وأن يكون جيدًا. حتى لا يأتي قرّاء المانجا ليقولوا أن هذه الجزئية ليست مربوطة جيدًا بالتي تسبقها، فبالتالي تظهر لنا فجوات في القصة، أو Plot Holes.
الأنمي تم تحريفه بشدة عن المانجا بعد الموسم الأول، حتى أنك إذا قارنت بينه وبين المانجا ستجد أن هذه قصة، وهذه قصة أخرى تمامًا. جميع أوجه العمق والأذى النفسي، تم إبعادها تمامًا عن الأنمي. مما نتج عنه عمل ممتاز من حيث الرسم والقتالات والموسيقى والأداء الصوتي، لكن فقير جدًا جدًا من حيث الحبكة والقصة. كأنك تُشاهد شخصًا يتحرك ببراعة على خشبة المسرح، لكنه أخرس لا يستطيع الحديث.
- قِصر مدة العرض
عندما تم تحريف القصة، كان هذا بالتأكيد بهدف ضغط عدد الحلقات والتوفير في ميزانية العمل. حسنًا، الميزانية يجب أن تُراعى أجل، لكن لا تصنعوا عملًا مبتورًا بهذا الشكل بحجة عدم وجود ميزانية!
إذا قرأت المانجا، سوف تقول أن الأحداث يجب أن تُسرد على أقل تقدير في 150 حلقة بالكامل. لكن الاستوديو حرّف القصة وضغطها كلها في 48 حلقة، بإجمالي 3 مواسم. هذا ببساطة قتل القصة بالمُجمل، وهذا شيء لا أستطيع الغفران له بأي حال من الأحوال. لكن إذا كنت لم تقرأ المانجا أبدًا، فأعتقد أنك سوف تستمتع بالأنمي على كل حال.
المانجا
نقاط القوّة:
- السوداوية المفرطة
عندما تنظر إلى قصة (طوكيو غول) بشيء من الدقة، سوف تستنتج أن هذه الحبكة ليست حبكة عادية. هي بالمُجمل تتمحور حول الحزن والكآبة، وهذا طابعها من البداية وحتى النهاية. دائمًا ما يدخل البطل في منعطفات حياتية جديدة، وكل منعطف أشد سوداوية من المنعطف الذي يسبقه.
عندما تُقارن سوداوية المانجا بسوداوية الأنمي….. في الواقع لا توجد مقارنة من الأساس، المانجا تتفوق، وبشدة!
في المانجا احترف (إيشيدا) أسلوب الـ Cross Hatching في التظليل، مما أعطى أبعادًا أكثر قتامة مما يمكن أن تتخيل. هو لا يرمي الحبر واللون الأسود هنا وهناك بعبثية، لا. هذا المانجاكا يعرف كيف يلعب على أوتار أعصابك عبر تسخير قدرته الفائقة في التظليل. لذلك المانجا تمتاز بالسوداوية وهذا شيء مُحبب إلى قلبي جدًا.
- بناء متزن
المانجا هنا هي كالبناء الراسخ، كل قطعة فيه تم وضعها في موضعها الذي تنتمي إليه، وأخذت وقتها في الوضع كي تتقاطع وترتبط مع القطع الأخرى. بناء الشخصيات موزون جدًا، كل شخصية لها ماضٍ، وحاضر، ومستقبل. والمستقبل مبني على الماضي والحاضر، ولم يأتِ اعتباطيًّا أو فجأة هكذا من العدم كما كان يحدث في الأنمي. لذلك المانجا تُعتبر تجربة فنيّة منقطعة النظير. وإذا كنت من مُحبي الدراما والأعمال المحبوكة على قدر عال من الدقة مثل Breaking Bad وفيها تصاعد درامي ممتاز للشخصيات، فالمانجا هنا سوف تكون وجبة دسمة لك بالفعل.
نقاط الضعف:
في الواقع، لا توجد نقاط ضعف من وجهة نظري. فالمانجا إذا تم الحكم عليها بذاتها بعيدًا عن الأنمي، سنقول أنها ممتازة. لكن إذا قارنها مع الأنمي، فستكون نقاط قوة الأنمي هي نقاط ضعف المانجا. لا أكثر، ولا أقل.
وفي الختام..
الآن قلنا رأينا المتواضع في كل من أنمي ومانجا Tokyo Ghoul، الآن ما هو رأيك أنت؟ شاركنا بالتعليقات!