ما هي المانغا الأصلية؟ وما الفرق بينها وبين المطبوعة منزليًّا أو المنشورة إلكترونيًّا؟!

هذا المقال موجه لعشّاق الكتب. أجل أجل، إنهم هؤلاء الأشخاص الذين يحبون شراء الكتب عوضًا عن القراءة الإلكترونية. هم الأشخاص الذين يعشقون شمّ رائحة الأوراق ولمس خشونة الأغلفة. يُصيبهم الولع والسحر عند رؤية الكتب مرصوصة أمامهم في المكتبة بجانب بعضها البعض. ويكرهون وضعها فوق بعضها تمام الكره، فهذا يجعل سحبها صعبًا، ومنظرها قبيحًا!

المانغا أيضًا تُطبع في كتب، وتلك الكتب تُسمى؟ أجل، بالطبع تُسمى (كتب المانغا). لكن بالإنجليزية يُطلق عليها اسم دارج ألا وهو Volume أو مُجلد. والمُجلد يكون عبارة عن كتاب به مجموعة فصول صغيرة منشورة من العمل الفني الأصلي. نفس الشيء ينطبق على الكوميكس الأمريكية. لكن الكوميكس الفصول توضع أولًا في كتاب صغير يُعرف باسم Issue أو (عدد)، ثم يُنقل إلى مجلد ضخم فيما بعد.

كيف تُطبع مجلدات المانغا الأصلية؟

لنبدأ من الصفر يا رفاق..

1- ينشر المانغاكا فصول المانغا في مجلة أسبوعية أو شهرية (أشهر المجلات اليابانية هي “شونين جامب” و “بيساتسو”). وتستمر المانغا في النشر حتى تصل إلى 20 فصل منذ بداية النشر مثلًا.

2- يتم أخذ أول 7 أو 8 فصول، ودمجها في مجلد واحد كبير يُصدر باليابانية. وهنا تتولى تلك العملية مطبعة المجلة ويُنشر باسم المجلة أيضًا، فبالتالي لا يوجد شراء حقوق نشر. أو تتولى المهمة مؤسسة أخرى وتحتاج إلى شراء حقوق “دمج” تلك الفصول في مجلد واحد يحمل شعار المجلة في النهاية أيضًا.

3- الطباعة تتضمن جلب أوراق مُخصصة للمانغا (كي تتحمل الحبر الكثيف)، وجلب حبر خاص، وجلب مُصمم صفحات كي يكون التنقل بين الفصول سلسًا في الكتاب.

4- يتم التواصل مع المانغاكا مباشرة لرسم غلاف خاص بالمجلد بعيدًا عن الأغلفة التي تم عملها للفصول التي بداخل المجلد نفسه حتى. وهذا مجهود إضافي على المانغاكا بالطبع كما تعلمون.

5- تُنشر مجلدات المانغا في اليابان، ثم تأخذ الشهرة والصيت لفترة طويلة، ثم تصل إلى مسامع الولايات المتحدة الأمريكية. هناك تقرر شركات طباعة المانغا (أشهرها VIZ)، أن تشتري حقوق تلك المانغا من المجلة اليابانية، وتشرع في ترجمتها.

6- تأتي الدار الأمريكية بالمُترجمين من اليابانية للإنجليزية بعد شراء الحقوق، والعمل على ضبط كل شيء ليتلائم مع طريقة قراءة المانغا اليابانية لكن من داخل كتاب إنجليزي الطباعة.

7- أخيرًا تصل المانغا اليابانية المُترجمة للإنجليزية في طباعة فاخرة إلى رف مكتبتك عندما تبتاعها من المتاجر الأمريكية والبريطانية نفسها، أو عن طريق الإنترنت مثل Amazon ثم يتم توصيلها إلى منزلك.

الآن، ما الفرق بينها وبين الإلكترونية؟

الإلكترونية ببساطة تكون مأخوذة عن أعداد المجلة الأسبوعية أو الشهرية. أي يأتي عضو في فريق الترجمة وينسخ المجلة على الحاسوب، ثم يأخذ الصفحات ويقوم بتبييضها وتلميعها، ثم أخذها لمختص الترجمة. لتصدر في النهاية في هيئة PDF أو صفحات منفصلة ذات دقة عالية.

إذًا عند التحدث عن مساوئ الإلكتروني، يجب التحدث عن مساوئ أعداد المجلات مقارنة بالمجلدات الكاملة. عند نشر مجلد كامل، تكون فيه مجموعة من الرسومات الحصرية، كما أنه في بعض الأحيان تُنشر بعض الفصول والقصص الإضافية في المُجلدات كي تم وضع قدم راسخة لها في سوق المبيعات. كما أنها تحصل على أغلفة ملونة جديدة، ويقوم المانغاكا بعمل صفحات فاصلة بين الفصل والآخر يكتب فيها عبارات مُعينة إلى قرّاء المجلدات.

كما أن الترجمة الخاصة بالمجلدات تكون ترجمة رسمية مُعتمدة ومُصدق عليها من جهة الترجمة، شركة المجلة الناشرة، وأيضًا المانغاكا في بعض الأحيان. فتضمن أن المعنى وصل إليك مضبوطًا دون أنى ذرة شك.

ببساطة في المجلد أنت تتمتع بالحديث المباشر مع المانغاكا، وتتمتع بالقصص والأغلفة الإضافية التي يقدمها لك كميزة إضافية كشخص اشترى المانغا، ولم يقرأها إلكترونيًّا.

حسنًا، إذًا ما الفرق بينها وبين المطبوعة منزليًّا؟

يمكنك أن تحصل على نسخة إلكترونية من المانغا، ثم تقوم بطباعتها في منزلك على طابعتك الخاصة. لكن هنا أنت ببساطة تتخلى عن جميع الأشياء التي تُميز المجلدات.

أنت هنا تطبع على ورق A4 عادي جدًا، أقصاه وزن 80 غرام، ووزن أوراق المانغا يكون مختلفًا، كما أن الخامة المصنوعة منه مختلفة، وكذلك الحجم.

ثم نأتي للأحبار، أنت تستخدم حبرًا عاديًّا، توجد أحبار خاصة بنسب خاصة لطباعة المانغا، كي لا تصير باهتة جدًا، أو ثقيلة جدًا حتى تجد معالم الصفحة التالية ظهرت في الصفحة التي تقرأها الآن.

وبالطبع هنا أنت مثل الإلكتروني بالضبط، تتخلى عن المزايا الإضافية التي يُقدمها إليك المجلد الأصلي مثل الأغلفة الملونة الإضافية وكذلك القصص الجانبية والفصول الخاصة.

وفي النهاية أنت تُضيع حق المانغاكا وشركة النشر، ومن المفترض أن يستردوا ما دفعوا من خلال المبيعات كي يستمروا في نشر المزيد من مجلدات المانغا التي تريدها. وهذا في النهاية ربما يضع المانغا نفسها في موقف مُحرج، وتُجبر المجلة على إيقاف نشرها تمامًا، أو نقل حقوقها إلى مجلة أخرى أقل في الشهرة والصيت.

نتمنى أن يكون المقال قد نال إعجابكم، ونراكم في المزيد من المقالات على أنمي ماستر!

أحمد سامي
عن الكاتب |
%d مدونون معجبون بهذه: