
عدنا هذا الأسبوع في حلقة جديدة من الموسم الرابع والأخير من أنمي هجوم العمالقة في نصفه الثاني والأخير، الحلقة هي رقم عشرون وجاءت بعنوان مميز جدا كعادة كثير من حلقات الأنمي وهو “ذكريات من المستقبل” وبالتأكيد بالنظر للعنوان يمكننا توقع بعض مما قد يحدث في أحداث الحلقة، لكن أعتقد أن الأغلبية بالطبع ممن لم يقرأوا المانغا سيكون من الصعب عليهم توقع كل ما صار خلال الدقائق العشرين لحلقة يوم الأحد النارية.
هذه الحلقة تأتي بعد ما يراه الكثيرين الحلقة الأفضل في تاريخ أنمي هجوم العمالقة! أي الحلقة رقم 19 والتي حصلت على العلامة الكاملة في تقييمنا لها الأسبوع الماضي! وبالفعل الحمل كان ثقيلًا على عاتق تلك الحلقة، ولكن وبكل أريحية يمكنني القول أن الحلقة رقم 20 من الموسم الرابع والأخير من أنمي هجوم العمالقة تمكنت من سحب البساط وبسهولة من سابقتها لتتربع على عرش الأفضل في تاريخ الأنمي منذ بدايته عالم 2013.
في هذه الحلقة يبدأ زيك تنفيذ خطته حتى ينقذ إيرين من غسيل الدماغ الذي يعتقد أن والدهما جريشا تسبب له فيه! ولتحقيق هذا يأخذه في رحلة للماضي لاثبات وجهة نظره وإقناع وإنقاذ إيرين من سموم والده! ولكن وتدريجيًا نكتشف أنه ربما الأمر كان مغايرًا بعض الشيء لما توقعه زيك، بل على العكس كما ظهر ومنذ مولد إيرين، يبدو أن غريشا قد تعلم من تجربة الماضي وقرر أن يحب عائلته أكثر من أي شيء آخر! والدليل الأكبر أنه رغم سعي ونجاح غريشا لمعرفة مقر ملك الأسوار ووصوله لهذا المكان، تراجع في اللحظات الأخيرة ليعود أدراجه ويحتضن إيرين الصغير بين ذراعيه باكيًا! هذا كان صادمًا بعض الشيء بالنسبة لزيك، لكنه لا شيء مقارنة بما هو قادم خلال هذه الحلقة المجنونة!
تستمر الرحلة ويبدأ إيرين بتوضيح الأمر وكيف أنه وُلد هكذا، لم يكن هناك حاجة لغسيل دماغه من قبل والده، بل هو ثائر متمرد على الواقع منذ نعومة أظافره! ورغم حديث إيرين الجاد تتقطع حدة المشهد بلحظة رقيقة دافئة ينظر فيها إلى ماضٍ بريء حين قام بمنح وشاحه لميكاسا في تلك الليلة التي أنقذها فيها.
وبداية من هنا تدخل الحلقة في بداية الجنون الحقيقي، حين يزور زيك و إيرين ذكريات رأيناها بالفعل، رأيناها في أبريل عام 2013 حين بدأ عرض أنمي هجوم العمالقة لأول مرة، حين عرفت كارلا أن ابنها إيرين يرغب بالالتحاق بفيلق الكشافة، وسؤال غريشا لسبب رغبة إيرين الجنونية تلك، لتتكشف أسرار هذا المشهم الذي ربما لم يفكر فيه الكثيرين حين عرض لأول مرة واعتبرناه مشهد عابر عادي لحديث والد مع ابنه! لكننا نشهد اللحظات الأولى لنهاية غريشا، ولتفسير ما حدث منذ تلك اللحظة سنحتاج لصفجات كثيرة وولكن سنحاول سرد بعض الأسس التي قد تساعدكم في فهم ما جرى كالتالي:
المتسبب في وصولنا لتلك المرحلة الزمنية هو: زيك
غريشا لم يرى إيرين طوال لحظات الحلقة، ولكن إيرين هو من جعل غريشا يرى زيك أكثر من مرة بسبب قدرة كليهما كحاملان للعملاق المهاجم
غريشا حين كان ينظر مصدومًا ممسكًا بالمفتاح خلال مشهدين في الجلقة كان يرى نفسه وليس إيرين
حين قام غريشا باحتضان زيك لم يكن يحتضنه فعليًا فقط لأنه كان يراه ولكن إذا كنت تقف مع غريشا في تلك اللحظة ستجد انه يقوم باحتضان العدم!
ملخص ما سق هو أن على الرغم من أن زيك هو من جاء بإيرين لتلك الذكريات باستخدام نظام المسارات، إلا أن إيرين هو تحكم في الأمر بالنهاية، لكنه لم يغير الماضي كما يظن البعض، بل أنه وقت حدوث ذلك الماضي تمكن إيرين من التدخل فيه وقت حدوثه! أي أن الماضي والحاضر والمستقبل تمت كتابتهم بالفعل، وهو ما يعرف بإسم المفارقة الزمنية، تم تقديمها على سبيل المثال في مسلسل مثل Game of Thrones.
الموضوع بالفعل ليس بسيط وإيسياما قرر اتخاذ الطريق الصعب لكتابة قصته، لكن هذا الطريق جاء جديدًا منعشًا للمشاهد، من النادر جدًا رؤية عمل أنمي يمكن أن يتفوق في كتابته وأفكاره على أكبر وأقوى أعمال السينما والتلفزيون.
نشاهد اللحظة الأهم في الحلقة والمفاجأة الغير متوقعة، وهي تلاعب إيرين بوالده واقناعه بقتل العائلة الملكية والحصول على قوة العملاق المؤسس منهم، وسط مفاجأة وذهول زيك. للمرة الأخيرة يري غريشا زيك ويتأكد انه ابنه الأكبر بالفعل لينهار باكيًا في أحضانه متأسفًا نادمًا على ما فعله معه كأب، ويتوسل إليه أن يوقف إيرين، ليخرج زيك من الذكريات ويعود للمسارات وتنتهي الحلقة بنظرة شيطانية من إيرين.
القصة والأحداث والمفاجأت بالتأكيد كانت من ضمن مفاجأت الحلقة رقم 20 من الموسم الرابع لأنمي هجوم العمالقة، لكنها لم تكن النجم الأوحد، الجانب الإخراجي في الأنمي وهو دائما ما تميز به هجوم العمالقة، شعورك أن هناك مخرج حقيقي وراء العمل ليس مجرد ناقل لصفحات المانغا، من البداية للنهاية مشاهد رائعة، حتى على مستوى التحريك، ربما الحلقة لم تشهد قتالات أو الكثير من الحركة ولكن حين احتاجت ذلك، جاء التحريك في أعلى مستوياته، وعلى عكس الموسيقى التصويرية في الحلقات السابقة، والتي كانت رائعة، إلا أن هذه الحلقة تقريبا استخدمت موسيقى جديدة تمامًا طوال أحداث الحلقة، وجميعهم كانوا متميزين وأضافوا الكثير للمشاهد خاصة الأخيرة والمؤثرة منها.
ولكن ودون شك النجم الأول في الحلقة بالنسبة لي هي شخصية غريشا والمؤدي الصوتي الخاص به هيروشي تسوتشيدا الذي وكعادته، يخطف الأضواء من أمام أي ممثل صوتي آخر في جميع الحلقات التي ظهر فيها وكان محور التركيز، أداء أسطوري ومؤثر للغاية سيبقى محفورًا في أذهان الكثيرين لوقت طويل.
في النهاية حلقة “ذكريات من المستقبل” لا يمكن وصفها سوى بالرائعة، حلقة للتاريخ بالفعل، منذ عرضها وحتى كتابة هذه السطور لازال هناك من يتحدث عنها وعن أحداثها، حتى أن موقع عالمي شهير مثل Forbes خصص إحدى مقالاته للحديث عن الحلقة! نحن بالتأكيد محظوظون لكوننا نعيش في عصر يعرض فيه أنمي هجوم العمالقة.